Lebanese prisoners sit at one of the cells inside Roumieh prison, northeast of Beirut, 07 April 2006. The detention centre, one of the biggest in the Middle East, holds 4,500 inmates but has a capacity of only 1,500. Lebanese writer Omar Nashabeh wrote a book about Roumieh prison, which took four years to be published, and is an attempt to reveal the inmate culture, their relations with guards and with colleagues.  AFP PHOTO/RAMZI HAIDAR (Photo credit should read RAMZI HAIDAR/AFP/Getty Images)

“ما في صحّة، نفس الأدويّة، نظافة عدم، ما في أدوات تنظيف، في حالات جرب، ما في اهتمام”، هكذا عبّر أحد السجناء في سجن رومية عن الشروط الصحيّة خلال اليوم الصحّي الذي نظّمته، أمس، “الهيئة الصحيّة الإسلامية” بالتعاون مع “الجمعيّة اللبنانية لحقوق السجناء”.

وقال أحد السجناء (56 عاماً) الذي يعاني ألماً في المعدة والذي لم يتلق العلاج المناسب: “بيعطوني بنادول مش أكثر ولا أقلّ”. كما روى سجين آخر (24 عاماً) حادثته، أنّه لم يمرّ سوى شهر واحد على مكوثه في السجن، حين أعطى له الدركيّ مصلاً مغايراً لما تستوجب حالته، فانهارت قواه الجسديّة ونام طويلا.

ويشكو السجناء من تأخّر وصول سيارات الإسعاف في حالات الطوارئ، ومن قلّة الاهتمام في معايير النظافة ومن عدم تأمين أدوات التنظيف والتعقيم، ومن تلوّث المياه واكتظاظ الغرف، ما يؤدّي إلى حالات جرب وحساسيّة والتهابات جلديّة!

وأكّد طبيب الجلد، الذي شارك في الحملة الصحيّة، وجود حالات جرب بين السجناء! ويعدّ الجرب مرضاً معدياً يظهر كطفح جلدي وحكّة جلديّة، وينتقل عبر الملامسة المباشرة للجلد المصاب، والمشاركة في استخدام المناشف والأدوات الشخصيّة وأغطية الفراش. ويرتكز العلاج على دهن الجسم بالمحلول المناسب. وكشف الطبيب عن حالات حكّة بسبب لدغ حشرات، وحالات فطريات جلديّة وتناسليّة والتهابات جلد بين السجناء، إذ يؤدّي فقدان الاهتمام بمعايير النظافة العامة إلى حالات من الالتهابات والفطريات الجلديّة.

كما عاين المتخصّص في أمراض الجهاز الهضمي الدكتور عبد الله هزيمة بعض السجناء الذين أظهروا ألما في المعدة أو قرحة سريريّة ووصف لهم الأدوية المناسبة. ولاحظ المتخصص في أمراض القلب والشرايين الدكتور خليل هارون وجود حالات ارتفاع ضغط الدمّ عند الفئات العمريّة الشابة التي تشكو حالات دوخة ودقات قلب سريعة، من دون أن تدرك اصابتها بارتفاع ضغط الدمّ.

وتذمّر أحد السجناء من عدم موافقة إدارة السجن على إجرائه عمليّة أنف، إذ تعرّض لكسر في الأنف داخل السجن، وقال أنه يتمّ وصف الأدوية ذاتها لجميع الحالات التي يشكو منها السجناء فلا تمييز بين حالات صداع، أو التهابات، أو أعصاب أو غيرها.

تشمل الأدوية الأكثر طلباً، وفق الصيدلي الذي صرف الوصفات الطبيّة للسجناء أمس، أدوية ارتفاع ضغط الدمّ، الحساسيّة، الالتهابات الصدريّة والجلديّة، آلام المعدة، مسكّنات الألم، السكّري ومكمّلات الحديد.

sijne-roumye

 لا حالات عزل:

 يتناوب عشرة أطباء، وفق أحد أطباء المركز الطبي في سجن روميّة، على معاينة السجناء في سجن رومية على مدار 24 ساعة بعضهم أطباء صحة عامة والبعض الآخر صاحب اختصاص. ويتعاقد المركز مع أطباء آخرين متخصصين في الجراحة العامة، والمسالك البوليّة، وأنف وأذن وحنجرة والأمراض العصبيّة والعظام والعيون. توفّر الصيدلية الموجودة في السجن معظم الأدوية ولا يمكن صرفها للسجين إلا بوصفة طبيب. ويوجد ممرض وعيادة طبّ أسنان في كلّ مبنى. وتتوافر ثلاث سيارات إسعاف لنقل الحالات الطارئة إلى “مستشفى الحياة” و”بيروت – نوفل” مع وجود نقص في الأسرّة.

ويعاني بعض السجناء أمراضاً مزمنة ولدى آخرين أمراض معدية بسبب سوء الشروط الصحيّة. ويشير الطبيب إلى أن بعض السجناء لا يتقيّد بعلاج الجرب بسبب رفضه إصابته بالمرض والوصمة الاجتماعيّة، غير أن مواجهة الجرب لا تكمن في اعطاء الأدوية فحسب بل في تأمين شروط النظافة العامة وعدم استخدام الأدوات الشخصية بين السجناء.

كما يُسجّل، وفق الطبيب، أربع حالات من التهاب الكبد الفيروسي “ب” و”ج”، وحالة واحدة بمرض الايدز من دون عزل المرضى، إذ لا يتمّ منذ أربعة أشهر عزل المرضى في سجن رومية. وقد سجّل السجن، في الفترة السابقة، حالات حصبة وجدري من دون تسجيل حالات جديدة اليوم. وتمّت معالجة ثلاثة سجناء مصابين بالسلّ في مستشفى العزونيّة. وتسجّل حالات تسمّم فرديّة محدّدة من دون وجود حالات تسمّم جماعيّة. إلّا أن الطبيب يؤكّد (وبتناقضٍ تامّ) السيطرة على الأمراض المعدية داخل السجن، ولا يتمّ تسجيل حالات وباء ويخضع كلّ فرد، قبل دخوله السجن، لفحوص طبيّة منها التهاب الكبد الفيروسي، الايدز، السلّ، والزهري.

السريّة الطبيّة:

تنصّ القوانين العالميّة على ضرورة احترام السريّة الطبيّة، فلا يحقّ لرجل الأمن الاستماع إلى الحديث الذي يدور بين الطبيب والسجين، ولا يحق لرجل الأمن اخبار الطبيب بالوضع القانوني للسجين والتهمة الموجّهة إليه، ويجب عدم وضع الأصفاد في يدي السجين خلال الفحص الطبي والمقابلة مع الطبيب. غير أن بعض السجناء في سجن رومية لا يهتمّون إذا دخل رجل الأمن معهم أثناء معاينة الطبيب، إذ يرافق رجال الأمن بعض السجناء، بينما لا توضع الأصفاد في أيديهم.

ويلفت أحد الأطباء المناوبين في السجن إلى عدم اهتمامه بالوضع القانوني للسجناء، غير أن طبيباً آخرَ يهتمّ بمعرفة مدّة حكم السجين لوصف علاج مناسب.