من وراء القضبان وأسوار الحديد المخرج سعيد الماروق يطلب من محاميه رائد علي حمدان نشر هذا الكلام عندنا أوّلًا وحصريًّا!!
المخرج المبدع سعيد الماروق
إن الهدف من الحرية والنفور من السيطرة والاستعباد، امران طبيعيان لدى جميع الكائنات الحية، يدفعانها الى التصرف ضد العبودية ومختلف انواع واشكال الهيمنة، ففي سبيلها تكافح كل المخلوقات وفي سبيلها قامت الانقلابات وثارت الشعوب الضعيفة المغلوب على امرها، وهي أعز ما تصبو اليه النفس البشرية. اما بالذي انا فيه. استمحي عذراً عائلتي زوجتي وبناتي لامار وغرام ومن ولدي تيم الذين غذوا في قلبي وضميري الصبر وقلع جذور اليأس، استمحي عذراً كل احبابي واصحابي إن كنت تأخرت بوعدي للخروج من هنا الى الحرية ولكن وبكل تجرد وبلا اي مبالغة، انصب تفكيري على هذه التجربة التي تحمل معي في مضمونها العديد من الخواطر والأفكار لمشروع جديد بمناصرة الحق والاصطفاف الى جانبه، ولاشباع رغبتي الانسانية تلك بغية تمكيني في عمل ما للدفاع عن المظلومين وانصاف المحرومين.
كما ان عائلتي والمقربون يعرفونني جيداً بأني كنت واضحاً وصريحاً وشفافاً في عملي وتعاملي وكل حياتي، فلم اتجاوز على حقوق الآخرين ولم اقتحم خصوصياتهم، ولم انتهك حرماتهم، وكنت خير من يطبق العدل قولاً وعملاً لمن يرى العدل ميزانه.
إني وبعد هذه الأيام والخبرة التي اكتسبتها من داخل سجني قررت أن أقوم بتقييم تجربتي هذه لاستخلص منها المهم وتكريس المفيد علمياً وقانونياً، وبرؤى ناضجة وأن اعمل على كتابتها ووضعها في فيلم اضعه في خدمة الآخرين.
من خلف القضبان اكتب وسأبدأ ( من القانون والناس) من الأسس الحقيقية في بناء ثقافة الانسان، من خلال تجربة تمر عليّ لا رأي لي فيها ولا قرار سوى اكتفائي بالصمت السلبي الذي غالباً ما يناقض الحقيقة ولا يفيد المظلوم أو المجتمع او الوطن.
اريد ان اعلمهم ان العقل البشري، لا يقف في سبيله عقبة، ولا تحد من انطلاقاته قوة، ولا يعرف جموحه غاية يستريح عندها، ولا يطمئن من اندفاعه هدف يعتبره اقصى ما يصل اليه. ففي كل يوم يمر علي هنا، احس اني مقدم على شيء جديد يفتح لي آفاقاً، اما هم تملكهم هوس الأطماع وجنون العظمة، وروح الشر الكامنة في نفوسهم ونفوس من حولهم. فهم مرتكبي الاثم بالحيلة فخدعوا القانون، فلا الومهم قد يخطىء القانون فيصدر احكاماً تجانب الحقيقة لأن اصحابها لم يستطيعوا اقامة الدليل عليهم، فكانوا اقوى حجة وافصح لساناً في عرض باطلهم، ولكن سلطان الضمير لا يحيد، فأنا صاحب ضمير حيّ، إذا ما ساندني القانون على باطله سرعان ما يجنح الى يقظة ضميره، فيصلح ما افسده حكم القانون.
فلولا يقظة الضمير لعاش الانسان بعيداً عن المثل العليا ولما سما او تميز عن غيره من المخلوقات.
المحامي النابغة رائد علي حمدان