حوار: إيلي باسيل

ميشال إلفتريادس رجل جعل بين الفن والسياسة خطّ رفيع فتحوّل فجأةً من فنان وملحّن ومخرج إلى إمبراطور لدولة “نوو وير ستان ” (nowhere stan) أيّ بلد اللا مكان!
هو صاحب شخصية غريبة، مثيرة للجدل، فبين فنّه وامبراطوريّته وفلسفته ولباسه الغريب أسرار لا نهاية لها …فهل هو حقاً إمبراطور أم الإمبراطورية ليست سوى وهم في خياله؟ كلّ هذه الأسئلة نجد أجوبتها في هذا اللّقاء الممتع:

ما الذي دفعك إلى تأسيس دولة “Nowheristan” ؟

بعد تفكير عميق وجدت أن هذه الدولة ستكون الحل لكل المشاكل التي نعاني منها في أوطاننا ،أبرزها الفقر والقمع الناتجان عن الحروب التي مرّت على شعوبنا .

ما هي الأركان الأساسية التي تبنى عليها هذه الدولة ؟

الركن الأول هو وجود بديل للخلافات الاقتصادية بين بلد وآخر ألا وهو الإقتصاد الكوني ، أما الركن الثاني فهو محاربة السياسيين والتخلص منهم في مجتمعاتنا لأنهم عبارة عن لصوص ومجرمين ،لديهم موهبة الكذب ويظهرون أمام الناس بصورة مختلفة عن حقيقتهم .

ماذا عن المبادئ التي تريد اتباعها لقيام هذه الدولة ؟

تبنى دولة “Nowheristan” على مبدأ أساسي هو إلغاء كل حدود الدول فالشعوب لا تريد التقيد بالحدود ،إضافةً إلى توحيد جيوش العالم في جيش واحد بذلك ننهي الحروب في العالم ، وهذه الدولة تلغي التفرقة بين البشر من ناحية مكان ولادتهم ،فالمولود في سويسرا يضمن حياته ومستقبله حتى الممات أما المولود في كينشاسا يعيش في الفقر والجوع كل حياته!


إذاً هل هناك لغة موحدة معتمدة رسمياً في هذه الدولة ؟وما هي الطائفة الدينية المعتمدة ؟

لقد اخترنا اللغة الإنجليزية كلغة معتمدة في دولة”Nowheristan” لأنها اللغة الأكثر إنتشاراً جغرافياً ولكننا خفضناها إلى مئتي كلمة حيث تسمح لكافة الشعوب التداول بها . أما عن موضوع الأديان فدولتي ، حرية المعتقد فيها شرط أساسي شرط ألّا يتخطى المواطن القوانين كقتل الناس .

ماذا ستضيف دولة “Nowheristan” إلى العالم ؟

سيُوحّد إقتصاد دول العالم مما يؤدّي إلى الإستفادة العامة كما سيتحوّل الإنتاج الوطني إلى إنتاج كوني، وينتج عن هذه الدولة حلول لمشاكل العنصرية المولودة من الفقر، فمثلاً في فرنسا يشكون من وجود السود والعرب بينما إذا عدنا إلى الواقع فالأفريقي يحب العيش في قريته لكنه يضطر أن يعيش في فرنسا لأنه في بلده لن يأكل سوى التراب.


هل أنت حقاً إمبراطور على أرض الواقع أم مجرد موهوم بالإمبراطورية ؟

لو كنت موهوماً بعظمة الإمبراطور ،لما تمكّنت من إقناع ٧٠ ألف مواطن بهذه الدولة ،ولكنت اليوم موجوداً في مصح عقلي! ولما كنت لفتّ نظر أهم الصحف العالمية لمشروعي هذا ،مثل صحيفة “دير شبيغل ” العالمية، في حين لا يهمّهم من منطقة الشرق الأوسط إلا الإنفجارات!

كيف تنظر إلى الديمقراطية المعتمدة اليوم ؟

أنا لست مع الدكتاتورية ولكنني ضد الديمقراطية المعتمدة اليوم بسبب مفهومها الخاطئ ،ففي مجتمعنا اللبناني تصويت الحمار يغلب على تصويت أينشتاين! لا يمكننا أيضاً طلب الواجبات نفسها من شخص عبقري وشخص لا يفهم شيئاً ولكننا باستطاعتنا إعطاء الحقوق نفسها لجميع المواطنين من كهرباء ومياه وخدمات أخرى .

أعطنا صورة عن الحكم في دولتكم ؟

السلطة في دولة “Nowheristan” بيد مجلس الشيوخ وليست بيد الحاكم وحده في الدولة، ويتألّف مجلس الشيوخ من أعضاء أعمارهم ما فوق الستين أثبتوا جدارتهم في السياسة وشتى الميادين خلال ٤٠ سنة مرّت من عمرهم ،
كما يكونون قد أثبتوا عدم تورّطهم بأية فضيحة أخلاقية أو مادية..

هذا رداً على الذين تسلّموا الحكم من خلال إرث سياسي ؟

أكيد! لأنه من الخطأ أن نسلّم الحكم لشخص كلّ ما أثبته في حياته أنه سليل بيت سياسي ،فيحكم شعباً بأكمله ويصدر قرارات الضريبة والكهرباء حسب مزاجه ،ورغم ذلك نسلّمه مستقبلنا .


هل يأتي إمبراطور بعدك ليستلم الحكم ؟

دستور دولة “Nowheristan” لا يسمح لإمبراطور ثانٍ بتسلم الحكم من بعدي ،فأنا الإمبراطور الأوّل والأخير!

من من السياسيّين في لبنان يشدّك نهجه ؟

أنا لست مع أي طرف سياسي في لبنان ولكن إذا كان علي الإختيار بين الموجودين أختار ميشال عون لأنه يتمتّع بالصدق والجرأة ،وهو لا يخاف المواجهة كما أنه لا يدخل في كومبينات وبالتالي هو بعيد عن الطائفية .
عندما كانت سوريا في لبنان حاربها وبعد خروجها وضع المبادئ الصح للعلاقة معها، بينما الآخرون تسلّموا مناصب حساسة عندما كانت موجودة عندنا وفي كل دول العالم من يستلم الحكم في عهد الاحتلال يعتبر عميلاً إلا في لبنان فاعتبروهم أبطال تحرير … وأكرّر أنا ضد المجتمع ولكن إذا كان ميشال عون معدّله السياسي 13/20 فجعجع معدّله 0/20 أمّا جنبلاط فـ 2/20!!


ألم تخف من عمليات اغتيالك بسبب أفكارك السياسية الثائرة ؟

حاولوا اغتيالي مرتين والآن لدي حراس مخصّصون لحمايتي وشخص أخر يبقى معي في سيارتي!

ما سر تعاطفك مع الغجر ؟

الغجر شعب مظلوم ،فكل طوائف العالم لديها من يسهل لها الواسطة في الإشكالات الصعبة التي تتعرّض لها ،العلويّون مثلاً عندنا لديهم أحمد حبوس الذي يرفع مشاكلهم إلى الحريري، والبروتستانت لديهم نائبهم بينما الغجر موجودون في لبنان منذ مئة سنة ومجرّدون من أبسط حقوقهم مثل حقّهم في التعلّم في المدارس الرسمية.

كيف تجمع بين كل هذه المجالات المتناقضة التي تمارسها ؟

لدي قوة تركيز على كل خطوة في حياتي ،لذلك تجدني بارعاً!


بما أنّ الوقت عندك له قيمة، كيف تمضيه؟

في أوقات الفراغ ألجأ إلى القراءة وساعات النوم عندي قليلة جداً ،فأنا أنام ٤ ساعات فقط يومياً فالنوم بنظري مضيعة للوقت، كما أعتبر الواجبات الإجتماعية مضيعة للوقت أيضاً!

ما هو رأيك، وبتجرّد، بالإعلام اللبناني ؟

للأسف صحافتنا تولي اهتماماً بالفنانين والراقصات ويشوبها الكذب والنفاق . فنّانو لبنان وسطهم الفني “وسخ” ،لهذا السبب أنا أعيش على جزيرة لوحدي أنتقي فيها الفنانين” النضاف”، فهذه الصحافة تستفيد مادياً ولكن يجب أن توجد صحافة تهتمّ بأمور الفلسفة والتاريخ .

هل أتحاور الآن مع رجل سياسي أم فنان ؟
لطالما أردت منذ بدايتي دخول عالم السياسة ولكنني دخلت الفن لأقوّي نفسي مادياً ومن ثمّ أدخل عالم السياسة.