n00240440-b

كشف راديو “اوستن” النرويجي عن وجود حالة من الاحباط والغضب لدى امير قطر بعد اطلاعه على تقارير سرية اشارت الى حدوث خسارة قناة ” الجزيرة ” الفادحة لثقة المشاهدين العرب، وإلى تدني خطير في عدد مشاهدي القناة سواء التي تبث باللغة العربية أو الناطقة باللغة الانكليزية في بقية دول العالم، فيما كشفت مجلة ” افتنبلاديت” السويدية وفق تقرير سري خاص لصالح قناة “الجزيرة ” من مؤسسات غربية متخصصة بالاستبيان والتقصي، ان هبوط عدد المشاهدين للقناة بلغ 86 بالمائة خلال السنتين الاخيريتين 2012 و 2013، مما شكل لادارتها والجهات المعنية بها “صدمة كبيرة” ، بل جاءت نتائج التقرير لتشكل “كارثة” حقيقية للقناة. فعدد المشاهدين للقناة في العالم هبط من 43 مليون مشاهد الى 6 ملايين مشاهد فقط وخاصة في الوطني العربي اي عزوف 4 من كل خمسة اشخاص يشاهدون القناة، وما هذا سوى ضربة قاصية لجهود سنوات طوال بذلتها قناة الجزيرة لتسويق رسالتها الاعلامية باعتبارها سياسة اعلامية تعتمد المصداقية الحرفية وعدم الانحياز في عرض نشراتها الاخبارية وفي تدبيج تقاريرها اليومية عن الاحداث.

وقال “راديو اوستن” ان هذه التقارير اعدتها لقناة الجزيرة ثلاث مؤسسات غربية معنية بمتابعة تاثير وسائل الاعلام على الراي العام ومتابعة القنوات الاكثر تاثيرا على الراي العام في مناطق مختلفة من العالم. وحسب  راديو “اوستن” فان العامل الاول الذي يقف وراء تدني مستوى المشاهدة والمتابعة لقناة الجزيرة في الوطن العربي وبقية الدول العربية، هو افتضاح علاقة المخابرات المركزية الامريكية  بتوجيه سياسة قناة الجزيرة وتاثير جهاز المخابرات القطرية وتوجهات العائلة الحاكمة على السياسة الاعلامية للقناة.

واشار راديو “اوستن” الى حادثة افتضاح ارتباط مدير عام قناة الجزيرة وضاح خنفر بالمخابرات الامريكية وتلقيه تعليمات شبه يومية من مدير محطة المخابرات الامريكية في الخليج بشان توجيه اخبار الاحداث الهامة وتسريب معلومات لمصلحة المخابرات المركزية ضد دول في المنطقة ومنها ايران وسوريا وحزب الله من خلال السياسة الاعلامية لقناة الجزيرة واصدار الاوامر الى ادارة  القناة  للتقرب للمعارضات في العالم العربي وبناء جسر من العلاقات مع المنظمات الفلسطينية ومن بينها حماس للتاثير على مواقفها والاطلاع على مشاريعها السياسية والامنية، وتلك الفضيحة دفعت حينها بمدير القناة خنفر الى الاستقالة في سبتمبر عام2011.

ان قناة الجزيرة فشلت في الاستمرار باقناع المشاهد العربي بانها على مسافة واحدة في تناول الاحداث وفي استخدام توصيف واحد لطبيعة الاحداث والتطورات ذات البعد الواحد، ومثال على ذلك قضية التظاهرات والمسيرات في البحرين، التي كانت جزء من ظاهرة “الربيع العربي” التي شارك فيها عشرات الالاف من ابناء البحرين المعارضين للعائلة الحاكمة “آل خليفة”، حينها لم يكن لها مكان في التغطية الاخبارية اليومية لقناة الجزيرة، وتعمدت القناة تنفيذ تعليمات الاسرة الحاكمة وجهاز المخابرات القطرية وربما تعليمات المخابرات الامريكية لتجاهل ما يحدث في شوراع ومدن البحرين حتى وان كانت اصوات هتافات المواطنين بسقوط النظام كانت تسمع في قصر حاكم  قطر الذي لا يبعد قصره في الدوحة عن جزيرة “حوار” البحرينية المتنازع عليها مع قطر الا عدة كيلومترات فقط!

وقال راديو “اوستن”  ان من بين الامور الكثيرة والمتراكمة التي ساهمت في تحطيم سمعة  قناة الجزيرة هو تحولها الى قناة فضائية تابعة لجماعات مسلحة باتت تمتلك ارشيفا مرعبا من القتل والذبح وتدريب الصغار على القتل وتفجير السيارات المفخخة وسط حشود المدنيين في سوريا، ولازالت القناة تصر على وصف كل هؤلاء القتلة القادمين بفتاوى من تنظيم “القاعدة” من دول عربية ومن دول آسيا الوسطى بلحاهم الطويلة وعيونهم التي تتطاير منها الشرر بانهم “ثوار” يسعون الى تحقيق الديمقراطية ورعاية حقوق النساء والاطفال! حتى بات الصحفيون في الدول الاسكندنافية يعتبرون تقديم قناة الجزيرة لصورة افراد “جبهة النصرة ” و “القاعدة” في نشراتها الاخبارية وتقاريرها عن الاحداث في سوريا، باعتبارهم  ثوار و” سفراء” ثورات الربيع العربي ، مجال تهكم وسخرية يومية لهم ويعلقون على ظهروهم على شاشة الجزيرة  قائلين: “نعم ان هؤلاء ثوار القرن الواحد والعشرين ولديهم شهادات من جهاز المخابرات القطرية والسعودية “!

وتوافق ما ذكره “راديو اوستن” عن انهيار نسبة المشاهدين لقناة الجزيرة مع ما ذكرته مجلة “افتونبلاديت” السويدية قبل ثلاثة ايام حين اعطت امثلة عن تدني مشاهدي الجزيرة في بعض البلدان العربية مثل تونس حيث انخفض عدد المشاهدين من 950 الف مشاهد الى 200 الف مشاهد، وفي مصر حيث لم يكن حظ القناة بافضل مما هو في تونس وكذلك في الجزائر، ونسبة 86 بالمائة من تدني مشاهدة القناة كانت اكثرها في العالم العربي، حيث اشار راديو اوستن الى ان الانخفاض في نسبة مشاهدي قناة الجزيرة في العراق وسوريا ولبنان والسعودية والبحرين والجزائر والسودان وصل الى نسب عالية للغاية تراوحت بين 60 بالمائة الى 90 بالمائة في بعض الاحيان ،بعدما اكتشفت الشعوب العربية ان قناة الجزيرة هي قناة تخدم سياسة الاسرة الحاكمة وانها جزءا من مشروع امني وسياسي له صلة بالمخابرات الامريكية والبعض يتهمها حتى بالتاثر بتنفيذ سياسة اعلامية تخدم مصلحة الكيان الاسرائيلي خاصة في ظل انباء عن علاقة اعضا ء السفارة الاسرائيلية في الدوحة بادارة قناة الجزيرة!