حوار: الصديق العزيز (ك. أ.) مباشرة من نيويورك

إعداد وإشراف: إيلي باسيل

بعمر الـ 24 أصبحت لايدي غاغا نجمة عالمية كونها شخصيّة حالمة معبّرة شغوفة ذات طموح نهم وامرأة صلبة وحاضرة لكل محنة وتحديّ! يبدو أن سنة 2010 كانت سنة لايدي غاغا بامتياز ويكفي متابعة الأرقام الخيالية للتأكيد على ذلك : 12 مليون نسخة عن ألبومها (ذو فايم) قد بيعت في أنحاء العالم، ستة من أغانيها قد احتلت المرتبة الأولى في أميريكا، 800 مليون شخص تابعوها عن طريق اليو تيوب، 12 مليون معجب على صفحة الفايسبوك الخاصة بها وهذا العدد فاق عدد معجبي أوباما على صفحته الخاصة، 25 مليون تحميل مدفوع لأغانيها على الإنترنت، كما وانتخبتها موسوعة غينيس الإمرأة الأكثر دخولا عليها عبر موقع غوغل. وإذا كانت لايدي غاغا البطلة في جميع الفئات فذلك بفعل الصدمة الإستفزازية للرأي العام التي تبرع بخلقها وعدم إنكار أي شائعة تواجهها مهما كانت من المستحيل تصديقها! كشائعة كونها شخص خنثوي! أمّا الخبر الأجمل فهو احتلال لبنان مجدّداً مساحة كبيرة من الأضواء الفنية العالمية وهذه المرّة عبر أغنية ضيفتنا العزيزة لايدي غاغا! فقد كان لافتا ورود كلمة “لبناني” ضمن كلمات أغنيتها الجديدة “Born This Way”  وفي ما يلي المقطع الذي ترد فيه الكلمة ضمن الاغنية:

Whether you’re broke or evergreen
You’re black, white, beige, chola descent
You’re LEBANESE, you’re orient
Whether life’s disabilities
Left you outcast, bullied or teased
Rejoice and love yourself today
‘Cause baby, you were Born This Way
وبانتظار صدور ألبومها القادم في فصل الربيع بعنوان “Born This Way” ينفرد موقعناeliebassil.com بأوّل حوار عربي وحصريّ للايدي غاغا في العالم العربي وطبعًا من دون رقابة! Don’t be drag, just be a queen

أصبحتُ أشهر من مادونا!
يقولون أنّك أصبحت أشهر من مادونا وهي في أوجّ ازدهارها، ما تعليقك على هذا الكلام؟
أتعلم، لقد أدركت هذا الموضوع منذ أسابيع قليلة فقط حين كنت في جولتي في أستراليا، فبعد أن أنهيت حفلة من حفلاتي، خرجت من الصالة لأرى 5000 شخص مكدّسين في الشارع! لم ينتظرني أبدا في حياتي مثل هذا الكمّ الهائل من الناس! هذا فعلا جنون! حينها خرجت من سيارتي وحاولت أن أوقّع لأكبر عدد من المعجبين! فقلت في نفسي: كيف باستطاعتي أن أصبح أفضل بالنسبة لهم وكيف يمكنني أن أقدّم أغاني أفضل ترفّه عنهم وتجعلهم سعداء؟

من الصعب حتمًا السفر متخفّية، صحّ؟
أحاول مرارًا الخروج من بيتي لشراء بعض القهوة من مكان مجاور وأنا مرتدية ثياب عادية كأي امرأة من “نيويورك” ورغم ذلك أنكشف سريعًا! فكأنّ معجبيني يشعرون بي ولو من بعيد! فحين أحتسي بعض الشراب في بار قريب من الحي الذي أقطن فيه من دون إحداث أيّة حالة شغب، تكون هذه السهرة من أفضل سهراتي!

كنت أتعاطى الكثير من الكوكايين وفي حالة نشوة دائمة لدرجة لم أكن أرى الصراصير!
بداياتك لم تكن سهلة، أليس كذلك؟
منذ 6 سنوات تركت بيت أهلي وانتقلت إلى حيّ آخر في مدينة “نيويورك”. شقّتي كانت صغيرة جدًّا مع مطبخ في الصالون وكانت أغراضي فيها جدّ مبعثرة! كنت أملك فقط سرير، كومبيوتر وحلم! رحت أنتقّل من وظيفة إلى أخرى، وأؤلّف الموسيقى لي وحدي كما بدأت بتعاطي الكثير من المخدّرات وخاصّة الكوكايين! كانت شقتي في فوضى عارمة وكنت في حالة لا يرثى لها! كنت في نشوة دائمة لدرجة لم أكن أرى الصراصير على السجادة! لا أريد أن يعتقد معجبيني أنّ تعاطي المخدّرات شيء جميل! هذا كان من الماضي وهذه المرحلة السوداء قادتني إلى كوارث جمّة اضطررت بسببها الرجوع إلى بيت أهلي!
مع أنّك من بيت تقليدي وتربّيت فيه بطريقة تقليدية؟
أهلي لم يقصّرا بشيء في حقيّ وحقّ أختي ناتالي وقد أنفقا كلّ ما يملكان من مدّخراتهما لإدخالنا إلى أفضل المدارس. هناك التقيت بفتيات خاليات من الإحساس بالواقع! كان أهلي صارمون جدًّا ولم يكن مسموح لي بالخروج أو أن يكون لي حبيب قبل إتمامي الـ16 من عمري. فجأة أصبحت تصرّفاتي مفرطة، فحين أصبح عمري 16 سنة، صرت أخرج مع شاب في الـ28 من العمر وحين أصبح عمري 19 سنة، أصبح لي حبيب يبلغ 38 من العمر، كنت أتخايل نفسي أعيش في عالم ضيّق ومخيب للآمال! كنت أدعو لربّي أن يهبني نعمة الإبداع والحريّة اللذان يتمتّعان بهما الفنّانون الذين كنت أعشقهم!

خالتي ماتت عذراء وأنا ورثت عنها قطعة من روحها!
ومن أين أتتك أخيرًا حالة الإبداع التي تعيشينها حاليًّا؟
بفضل علاقتي مع مرشدي الروحي توصّلت إلى الفهم بأنّي كنت أتحلّى بها من قبل ما أولد. فخالتي جوان توفّيت وعمرها 19 سنة وفي إحدى الأمسيات وحين كان أهلي، أيّ أمّي وأبي اللذان كانا مخطوبين حينها، في زيارة لبيت العائلة فإذا بضوء يظهر فجأة في وسط الغرفة ويلامس بطن أمّي التي كانت أكيدة من أنّها كانت جوان التي نفحت بها بنسمة من روحها . خالتي كانت إنسانة شاعرية، امراة مناهضة ذات قلب طاهر حتى أنّها ماتت عذراء وأنا أكيدة أنني ورثت عنها قطعة من روحها!

أنا لبوة ولا أحد يستطيع تدميري!

ولكن ماذا عن منتجك السابق “روب فوساري” الذي يدعي أنّه هو من ابتكر مفهوم أو فكرة لايدي غاغا ويطالبك بمبلغ 30 مليون دولار كتعويض؟

(بانفعال) لم يخلقني أحد! هنّ النساء دائما اللواتي يخضعن لهكذا نوع من الهجومات! الإدعاء بخلقي هي بمثابة معاملتي كأني لا أحد وحتى أقلّ من ذلك! اليوم أنا لبوة ولا أحد يستطيع تدميري! أدين نجاحاتي لجهودي وحدي! أما بالنسبة لاسمي الفني فإني أذكر تمامًا يوم أرسلت رسالة إلى جوّال صديقي “توم” أسأله عن رأيه باسم “لايدي غاغا” فعشقه! هكذا وببساطة حصلت الأمور!

وكيف كانت مسيرتك للوصول إلى ما أنت عليه؟

لقد ناضلت كثيرًا ولسنوات للوصول إلى ما أنا عليه! منذ كان عمري 15 سنة وأنا أطرق أبواب شركات الإنتاج!

واليوم اكتسبت ثقة معجبينك؟

أتلقّى هدايا، كتب ورسومات بالملايين! وأحتفظ  بها كلّها! وفي أغلب الأحيان يأتمنونني على مشاكلهم وأسرارهم وهذا يهزّني فعلا ويجعلني مضطربة! مثلا، هناك من يكتب لي أنّ أمّه هجرته منذ كان صغيرًا وآخر يشكو أنّه شاذ والكلّ يرفضه في المدرسة وأخرى تحكي لي أنّها كانت سمينة وموسيقاي ساعدتها على فقدان وزنها.. أرأيت! هذه نوعيّة الرسائل التي يرسلوها لي. هدفي ليس أن أكون الأولى أو أن أبيع أكبرعدد ممكن من الألبومات بل أريد مساعدة معجبيني وأتمنّى، وعن طريق موسيقاي، أن يتمكّنوا من تقبّل ومحبّة أنفسهم. أحبّهم أكثر من أيّ فنان سبق أن أحبّ معجبيه! فمكانتهم في قلبي تأتي قبل رفاقي وأحبابي!

لم أعد أمارس الحبّ في الفراش!

أن تكوني في حالة حب، ألا يعتبر من أولويّاتك؟

أنا دائمة التعرّض للعلاقات الغير متّزنة والمضطربة والعاصفة! وأغنيتي “Bad Romance” تحكي عن ذلك! أحيانًا أسأل نفسي إن كنت أنا من يجذب تلك الأنواع من العلاقات السيّئة أو أحرّضها عليّ؟ أمّا في الوقت الحالي فأنا عزباء! قد أتصالح من وقت لآخر مع أحد أحبائي السابقين ولكن ليس لديّ وقت إطلاقًا لألتقي بأيّ شاب جديد في حياتي. فأنا في الفراش لم أعد فعليًّا أمارس الحب إلا من وقت لآخر! فمن يملأ فراغي هم أصدقائي الشاذين الرائعين الذين لا ينتظرون منّي شيء في المقابل ثمّ إنّ الشهرة تؤثّر سلبًا على العلاقات العاطفية، فأنا لم أعد أستطيع ممارسة الجنس مع رجل بالكاد أعرفه كما في السّابق! فأنا لم أعد أثق بأحد!

كنت أصلّي كي أصبح مجنونة!

ألا تخيفك الوحدة؟

أنا دائمة الشعور بالوحدة حتّى ولو كنت في علاقة! هذا هو الثمن الذي يجب عليّ أن أدفعه كوني فنانة! حين كنت أصغر بالعمر، كنت أصلّي كي أصبح مجنونة! كنت أفضّل الموت شابّة ومشهورة على الموت امراة عجوز في سريري متزوّجة ولديها أولاد!

في كليباتك تقتلين دائما الرجال! أهي بصمة خاصة فيك كتوقيع لأعمالك؟

مؤخّرًا وصلتني رسالة على هاتفي من حبيب كنت على علاقة به قال لي فيها: لماذا تستمرّين بقتل أحبّائك في كليباتك؟ هل ستقتليني أنا أيضًا؟ بصراحة لا أعلم لماذا أفعل هذا! فبيونسيه في كليب “Telephone” هي التي تقتل الشباب، لربّما أنا فقط أساعدها فحسب. (وتضحك)

مواعدتي للاعبي بيسبول لا تثير اهتمامي أبدًا ولم أتعرّ أمامهم!

رأيناك تعتمرين قبّعة مربّي النحل في حفل تخرّج أختك، وتمدّين أصابعك بحركات نابية للبابارازي وأنت ترتدين فقط ملابسك الداخلية في مباراة لفريق الـ”ميتس” وكشفت عن ثدييك للاعبي فريق الـ “يانكيز ستاديوم” دون أن ننسى ارتداؤك لفستان من اللحم النيء من رأسك إلى أخمص قدميك في حفل الـ “”mtv video music awards.. هل، نفسيًّا، أنت على ما يرام؟

أنا بألف خير وعلى أحلى ما يرام! أنا لست في حالة جنون أو انهيار! أنا في قمّة السعادة أكثر من أيّ وقت مضى! لن أكذب عليك، ففي الـ”يانكيز ستاديوم”، شربت كمّية لا بأس بها من الكحول حين كنت مع رفيقاتي وتمازحنا وتسلّينا مع الفريق اللاعب. لكن لا أعلم من أين أتت شائعة التعرّي أمام الفريق! بعض وسائل الإعلام تريد إظهاري الفنانة الإيطالية السخيفة والسوقية بالقوّة! ربما هذا فعلا ما أنا عليه ولكن هذه الشائعة بالذات غير صحيحة! في كلّ الأحوال فكرة مواعدتي للاعب بيسبول لا تثير اهتمامي أبدًا!

وبالنسبة لقبّعة مربّي النحل؟

أختي تحبّني كما أنا! كانت كالهذيانة بالقبّعة ومتحمّسة لأرتديها طوال النهار! آنذاك ابتعت لها الكثير من الهدايا وأمضينا وقتًا جميلا! وهذه المناسبة بالذات كانت خاصّة ولم يكن من المفترض إلتقاط صور لي!

أنا مصابة بداء الذئبة الذي قضى على خالتي!

أنت في جولة منذ شهرين تقريبًا، لا شكّ أنّك تعبة جدًّا..

بالفعل، لقد تعرّضت لخفقان قلب سريعة وصعوبات في التّنفّس كما أنّ الفحوصات الطبّية التي خضعت لها، كشفت عن تعرّضي لداء يدعى الذئبة وهو الداء الجلدي نفسه الذي قضى على خالتي جوان! وإصابتي به كانت احتمال كبير خاصة وأنّي أصبت به بالوراثة! وللوقاية منه عليّ فقط الإنتباه أكثر إلى نفسي !

تعيشين منذ فترة في “هوليوود”، هل تنعمين بالراحة والسلام هناك؟

أكره هذه المدينة! لقد تخلّصت من شقّتي هناك حتّى أستطيع إمضاء أغلب وقتي في مدينة “نيويورك”! فالناس في “هوليوود” فظيعين! ينتظرون بفارغ الصبر فشلك! هم معدومون من الشغف والخيال! فقط ما يهمّهم هم أن يكونوا في المرتبة الأولى على جهاز الـ I tunes

أمّا في نيو يورك، فالناس لا تحكم عليّ! أعيش حالات فنّي 100%!! وحين أنظر إلى جمهوري، أرى انعكاسات لي على الملايين من الوجوه الصغيرة! وهذا ما يجعل قلبي يخفق كلّ صباح!