حوار : إيلي باسيل

لو أردت الزواج إرضاءً للتقاليد الإجتماعية، لكنت تزوّجت من فترة طويلة ولم أنتظر حتى ٣٨ من العمر لأتزوّج مدنيًّا! والإعلاميّون الذين حقّقوا أرباحاً مادية طائلة مرتبطون بدواوين معيّنة يتقاضون منها الأجور الخيالية!

الإستثنائية والتميّز صفات شخصيته الإعلامية التي طرحت نمط برامج فريد من نوعه على الساحة, ريكاردو كرم إسم إعلامي كبير ممزوج بالثقافة العميقة والخبرة الطويلة والحوار البارع، حياته عبارة عن مشوار مهني يخفي في طياته أسرار  وخفايا  غاصت مجلّتنا (ElieBassil.com)في أعماقها.

تساءل الكثيرون من النقاد  عن السر الذي جعلك تركز على إبراز وجوه  نسائية مهمة  تسلط  الضوء عليها ؟
ركّزت على النساء وسلّطت الضوء عليهن في أول برنامج قدمته “مرايا ” وتحديداً بالجزء الأول منه ، وهذا الأمر حصل قبل ١٥ عاماً وشكّل  ظهورهن معي خبطة إعلامية فريدة من نوعها .  بعدها  إختلف الوضع ، والآن في برنامجي  “حديث آخر “، أتوق لإستقبال  شرائح نسائية ، لكنني لا أجد المطلوب بحضور  نساء عصاميات ، بنين أنفسهن بجدارتهن ، وهذه الأمنية باتت مفقودة  وأغلب النساء الحاضرات في الصورة الإجتماعية هن وريثات إرث .

ما هي مميزات شخصيتك الإعلامية؟
سلكت خطاً إعلامياً لا يشبه أي خط  آخر والمشاهد تعود على حضوري في هذا النوع من البرامج ، فأصبح من الصعوبة تبديله . فأنا لدي أسلوبي وطريقة محاورتي  التي تأتي في إطار معين ، نظراً لنوعية  الضيوف التي استقبلها.

تجد نفسك في برنامج سياسي ؟
لا نستطيع أن نكون لبنانيين ولا نواظب على السياسة، فأنا قارئ نهم للكتب السياسية والصحف  والإصدارات  السياسية، فأتصفّح يومياً ثلاثة أو أربع صحف إقليمية، لكنني لا أتابع التليفزيون، وهذه القراءات نمت بداخلي حس بالسياسة ذو وتيرة عالية بصراحة ولكن بالرغم من هذه الإكتسابات، لا أفكر بمحاورة أهل السياسة حالياً .

هل تطرب لعبارة الإعلامي الكلاس؟
(يبتسم ) ، أنا أطرب أكثر لعبارة المحاور العميق  وعبارة كلاس ربما تعبّر عن شخصيتي . يهمّني أن تكون المادة الإعلامية التي أقدمها للمشاهد، وقعها عليه إيجابي .

هذا التنقيب في الوجوه البارزة، تعتبره ثقافة إعلامية لها خصوصيتها؟
دون شك! لأن الغوص في جوف الأشياء وعمق شخصية الضيف ليس سهلاً ، ولا يستطيع أياً كان أن يمتهن هذا العمل  وأنا وصلت إلى هذه المرحلة بعد جهدٍ جهيد وخبرة طويلة .

خبرتك التلفزيونية خولتك الكشف عن حقيقة الوجوه ؟
بصراحة وصلت الآن إلى مرحلة حساسة من حياتي سواء المهنية أو الاجتماعية، فأنا أجد بنفسي طاقة خفية تساعدني على معرفة حقيقة الآخر أمامي سواء حاورته أم لا ، وأظن بأن  هذه الطاقة  اكتسبتها من عملي.

ذكرت يوماً بأنك من مؤيدي فكرة المساكنة ، هل تزوجت إرضاءً للتقاليد الاجتماعية ؟
لو أردت أن أتزوج إرضاءً للتقاليد الإجتماعية ، لكنت تزوجت من فترة طويلة ولم انتظر حتى ٣٨ من العمر . أنا تزوجت ، بعد قناعتي الكاملة بالانسانة التي أردت العيش معها ومتابعة مشوار حياتي بقربها . أردته زاوجاً مدنياً ، بالرغم  من انتمائنا إلى نفس الطائفة وذلك بعيداً عن رجال الدين ، علماً بأنني إنسان مؤمن.

زواجك عكس إستقراراً على حياتك المهنية ؟
بطبعي أنا انسان جدي ، ومع الزواج أصبحت إرادياً أكثر وعاشقاً لتفاصيل الحياة، خاصّةً وقد أصبح لدي طفل صغير .

تتمنى له أن يصبح إعلامياً ؟
تجربتي الإعلامية جميلة ، ولكن هذا لا يعني أن أفرضها عليه ،بل أترك له الحرية لاختيار ما يشاء .

تعتبر من الاعلاميين الأثرياء ؟
طبعاً لا! فمن الناحية المادية ، أجور الإعلاميين معروفة حتى المنتجون  ، وهم قلائل في عالمنا العربي. أما الإعلاميون الذين حقّقوا أرباحاً مادية طائلة، فهذا موضوع آخر، فهم مرتبطون بدواوين معيّنة يتقاضون منها الأجور الخيالية.

يقال عنك ريكاردو البورجوازي؟
صحيح ، لأن هذا اللقب إرتبط بشخصيتي الاعلامية، نظراً لنوعية الضيوف الذين استقبلتهم في برامجي .

صداقاتك الكبيرة ، جعلت منك رجل أعمال من الطراز الرفيع؟
أولاً ، الفضل فيما أنا عليه هو لربي ، وصداقاتي في العالم العربي قليلة جداً، بالمقابل عندي الكثير من الصداقات في الدول الغربية .

تجربتك الإذاعية أثّرت بشكل مباشر على حضورك أمام الكاميرا؟
في بدايات المشوار عملت مذيعاً باللغة الفرنسية ، فقرّبتني هذه التجربة من الناس وأقامت لي جسر تواصل معهم، وحين انتقلت إلى عالم التلفزيون، أصبحت أوفق ما بين الميكرفون (المذياع) والكاميرا.

تنقلت على قنوات تلفزيونية كثيرة ، من هي القناة التي أنصفتك؟
لا توجد قناة تلفزيونية أنصفتني ، لأننا نحن من نسعى دائماً وراء حقوقنا!

لأي مدى عبّرت كتاباتك ومؤلفاتك عنك ؟
في بداياتي، كتبت المقالات وخبأتها ،لأنني أحببت الكتابة ، وفي كتابي الأول جمعت فيه كل  مقابلاتي التلفزيونية على مدى ثلاث سنوات ورصدتها في كتاب خاص، وقد أخذ مني جهداً كبيراً. أمّا في كتابي الثاني ، عملت على أبحاث تخص الصحافة، وهذا العمل تطلب مني مجهوداً مضاعفاً وحالياً أحضّر لكتابي الثالث.

ستأخذك الكتابة من العمل الإعلامي ؟
صحيح، فأنا حين أصل لمرحلة معيّنة من العمر، سأتفرّغ للكتابة ،لأني صاحب مخزون شيّق من المعلومات التي حصلت معي في الكواليس وهي وحدها “best seller”!

ثقافتك العريضة ، جعلت من شخصيتك حالة استثنائية في عالم الإعلام ؟
كان همي الوحيد من برامجي إيصال رسالة معينة للمشاهد ،خصوصاً  وأن برامجي ليست من نوعية البرامج  التي تعتمد التوجيه والإرشاد ، بل كانت عظة للمشاهد ليكتسب منها الكثير .

كيف وصلت للإعلام  واختصاصك الجامعي في مجال الهندسة الكيميائية؟
كنت أقدم حفلة نهاية العام الدراسي من كل سنة ، فأثرت إعجاب الأساتذة ، علماً بأن مجال العمل التلفزيوني كان ضيقاً ، وبعد أن انطلقت ثورة التكنولوجية  والفضائيات، جاءتني الفرصة من خلال الإذاعة التي وضعتني في موقف الإتصال المباشر مع المستمعين وبعدها دخلت التليفزيون .

ما زلت مغروماً بصوت فيروز؟
ومن منّا لا يعشق صوتها ، فهي فخر للبنان.