أنجيلينا جولي تصرّح في أوّل حوار عربي وحصري لموقع (eliebassil.com): كانت أمّي تفضّل أن أمارس الحب على فراش جيّد بدل ممارسته على أعشاب الحديقة العامة وأنا في الـ 14 من العمر!
حوار: الصديقة العزيزة (س. م.) مباشرة من باريس
إعداد وإشراف: إيلي باسيل
بعد انفرادها قبل أشهر بالمقابلة العربية الأولى والأشهر مع المغنية العالمية لايدي غاغا، ها هي مجلّة ((eliebassil.com تنفرد من جديد بمقابلة حصريّة وعدتكم بترقّبها قبل أشهر ولكن هذه المقابلة بالتحديد لها طعم خاص لأنّها مع الإمرأة التي نصّبوها رجال الكون الإمرأة الأجمل على الإطلاق في كافّة المقاييس في عصرنا هذا، وهذه الإمرأة ما هي إلا الأكثر من رائعة، الممثلة العالمية أنجلينا جولي التي خصّت مراسلتنا من فرنسا بهذا اللقاء العربي الحصري الأوّل رغم كثرة مواعيدها وانشغالاتها! إذًا يا أعزّائي القرّاء ما عليكم إلا متابعة مجريات حوارنا الحميم والشفّاف معها، تُحدّثنا فيه أنجي عن الإنسانية، عن زوجها براد بيت والأطفال بعيدًا عن التكلّف ومجد الشهرة!
لجوني ديب أستاذ فاتن يصحّح له في كلّ مرّة يخطىء فيها!
رأيناك في الفيلم the tourist الفيلم الجديد مع جوني ديب. في الحياة، أيّ نوع من السائحين أنت؟ (لاحظوا هنا أعزّائي القرّاء كيف أفاضت أنجلينا في الحديث عن أولادها خلال أسفارهم بالرغم من أنّ السؤال كان عنها فقط ولكن طبعًا لم نقم بمقاطعتها..)
السفر هو أفضل وسيلة ارتأيناها، براد وأنا لإغناء وتثقيف أولادنا. فقراءة كتاب أمر جيّد ولكن أن يجولوا في أنحاء العالم هو أكثر من فرصة لهم بل وسيلة رائعة للذهاب لملاقاة المجهول. لديهم الوعي الكامل أنّهم مواطنون أميركيّون ولكن أيضًا هم آسيويّون وأفريقيّون. يمكنني القول لكم أنّهم فخورون بأصلهم وهم لن يتنكّروا لأصلهم مقابل أيّ شيء في العالم! فهم مستمرّون بتعلّم لغّتهم الأمّ! من المهمّ تخايلهم متى بلغوا سنّ الرشد أنّهم سيكونون فرحين لأنهم لم يكونوا مجبورين على اعتماد عادات والثقافة الأنجلوسكسونية على حساب جذورهم.
جزء كبير من فيلم the touristوهو النسخة الجديدة للفيلم الفرنسي Anthony Zimmer وتمثّلين فيه دور “صوفي مارسو” و”جوني ديب” دور “إيفان أتّال”، قد تمّ تصويره في باريس وكما بدا لنا أنّك تجيدين تكلّم اللغة الفرنسية؟
أستطيع تدبير نفسي ببعض الكلمات، فتصريف أفعال هذه اللغة صعب جدًّا ولكن بما أنّ أمّي كانت كندية، فلقد اعتدت على سماعها طيلة فترة طفولتي.
هل حبّك لفرنسا قد يعتبر شيء مشترك بينك وبين شريكك في الفيلم جوني ديب؟
نعم، إلا أّنّ لدى جوني أستاذ فاتن يصحّح له في كلّ مرّة يخطىء فيها جوني في لفظ الكلمات وهذا الأستاذ ماهو إلا زوجته فانيسا بارادي…
الفرنسيّون شعب معقّد!
طالما نحن نقابل حضرتك في فرنسا، ماذا تحبّين في هذا البلد بشكلٍ خاص؟
أحبّ دعوات العشاء التي لا تنتهي بين أفراد العائلة! والفرنسيّون شعب سهل جدًّا ومعقّد في نفس الوقت، منفتحون وفي نفس الوقت من الصعب استيعابهم! ألا أنّ هذه الإزدواجية فيهم تعجبني! فهم يعرفون كيف يستفيدون من الحياة والتمتّع بالوقت الحاضر من دون طرح الكثير من الأسئلة!
بعض المساكين لا يعرفون من أنا وهذا آخر همّ لي!
على ماذا يُعتمد كونك سفيرة للنوايا الحسنة من قبل الأمم المتّحدة؟
أحيانًا أساعد على توزيع الطعام وأحيانًا أخرى أجلس على الأرض وأتحدّث لساعات مع عائلات معرّضة للهلاك، أستمع إليهم وأحاول أن أتفهّم أحوالهم. أغلبية هؤلاء الناس المساكين لا يعرفون من أنا أو أيّ مهنة أمارس ولم يشاهدوا حتّى فيلم واحد في حياتهم! وفكرة أنّهم لا يعرفونني آخر همٍّ لي! فمهمّتي هي أن أحاول قدر استطاعتي ألا تتكرّر هذه المأساة من جديد وأن تتضمّنها سياساتنا في برامجها وحثّ أهمّ رجال الأعمال على مدّ يد المساعدة.
هل غيّرتك كلّ هذه الأسفار وهذا الدور بالتحديد؟
من قبل، لم أكن سوى ممثّلة “عقيمة”، لم تشبع شهرتي سوى “الأنا” (my ego) عندي! ومن ثمّ فتّحت عيوني وأردت أن أفهم لماذا العالم يسير في اتّجاهين معاكسين! من جهة، الدول المستقرّة والغنيّة ومن جهّة أخرى حروب أهليّة وانقلابات متكرّرة.
تلقّيت تهديدات بالقتل!
هل هذه المهمّات خطيرة؟
لقد عشت بعض الأوقات المستفزّة! فلقد تلقّيت تهديدات بالقتل لأنّني، وقبل 11 سبتمبر، ساعدت ماليًّا بعض العائلات الأفغانيّة على الهروب من النظام الطالباني. كما أنّي حين أسافر من أجل متابعة شؤون اللجنة العليا للاجئين، أكون مؤمّنة على سلامتي مع أنّني مدركة تمامًا أنّه لا يمكنني أن أكون محميّة بنسبة 100%! لذا وبما أنّني حكيمة كفاية، أمّنت على نفسي ببوليصة التأمين على حالات الخطف أو تحطّم الطائرة.
أحيانًا أسأم من كوني النجمة التي عليها دائمًا أن تكون الأكثر إثارة!
هنالك فرق شاسع بين حياتك الهوليووديّة، من تقضية أوقاتك في القصور إلى مهمّاتك بين الذين يموتون من الجوع والبرد. ألا يشوّش كلّ هذا الفرق أفكارك ويجعلك تنفعلين؟
أكيد! فعند رجوعي إلى الفندق بعد قضائي عدّة أيّام في تلك الميادين تنتابني وتغمرني بعض الأحاسيس بالخجل والذنب حين أنظر إلى وجبتي التي أكون قد طلبتها من خدمة الغرف! وحصل معي مرّة أن ترجّلت من طائرتي في لوس أنجليس بعد بعثتي إلى تنزانيا وسيراليون حيث التقيت بأناس فقراء لدرجة لا يمكن تخايلها، هاجموني الصحافيّون الذين كانوا في انتظاري في المطار بعنف ، فلقد كانوا ينظرون إليّ بغرابة وهم الذين كانوا يرتدون الملابس المرتّبة والمكوية بامتياز، والميكروفونات المحمولة بأيادٍ ذات أظافر مدرمّة، بينما أنا كنت مغطّاة بالتراب بالكامل من وجهي، إلى شعري، إلى ثيابي! فأنا لن أخفي عليكم أنني أحيانًا أسأم من كوني النجمة التي عليها دائمًا أن تكون الأكثر إثارة وبأبهى حلّة في كلّ الأوقات!
بالنسبة للصحافة، تعتبرين “النيو لوك” للأم تيريزا أم جوزيفين بايكر “البيضاء” بما أنّها كانت أيضًا أمّ بالتبنّي؟
(تضحك) أعتبر هذا إطراءًا جميلا! هذا أفضل بكثير من أن تعتبرني، الصحافة نفسها التي تكلّمت عنها والتي يبدو أنّها غيّرت رأيها بي، الفتاة السيّئة، بنت الأحياء الأميركية!
الكثير من المخرجين يتردّدون قبل أن يطلبوا مني تمثيل مشاهد عري! ففي معظم الأحيان يطلبون مني إرتداء ملابسي من جديد!
عذرًا على هذا السؤال، ولكن هل ما عدت تريدين من الآن وصاعدًا الظهور عارية كما سبق وفعلت في البعض من أفلامك السابقة؟
هذا يعتمد على سياق قصة الفيلم وصبر المدير التصويري! فبما أنّ جسدي مغطّى بالكثير من التاتوهات فهنالك الكثير من المنفّذين أو المخرجين يتردّدون قبل أن يطلبوا مني تمثيل هكذا نوع من المشاهد. فتغطية تاتو واحد عن طريق الماكياج قد يمرّ مرور الكرام ولكن تغطية عشرات التاتوهات الموزّعة على كامل جسدي من الصعب جدًّا إخفاؤها… ففي معظم الأحيان يطلبون مني إرتداء ملابسي من جديد! (وتضحك)
هل يسعدك أن تكوني بالنسبة للكثير من الرجال الإمرأة الأكثر إثارة في العالم؟
بصراحة أنتظر اليوم الذي سينظّم فيه استفتاء لمعرفة الإمرأة الأكثر ذكاءًا في العالم! فأنا بالكاد أهتمّ لهذه الأوهام أو الإنخداعات! فطالما أنّ الجنس يبيع فبالتالي سنخشى دائمًا الخروج من هذا الثلاتي: مؤخّرة جميلة، سيقان ممشوقة وصدر مكتنز!
هناك جزء من شخصيّتي لا أظهره أبدًا!
يعتقد الجمهور أنّه يعرفك حقّ المعرفة مع أنّه بالكاد يعلم عنك بعض الأشياء. من هي أنجلينا جولي الحقيقية في الأوقات الحميمة؟
هي نفسها التي أمامك اليوم! لطالما كنت منفتحة وصريحة مع الصحافيّين. ولكن يبقى هناك جزء من شخصيّتي لا أستعرضه ولا أتشارك به، ولا أظهره أبدًا. و هذا الجزء هو لطافتي، نعومتي وحساسيتي والجانب الخاصّ بي كأمّ، وهذا الجزء أحتفظ به لبراد وأولادي.
أنجيلينا جولي النسخة الأنثوية لجايمس بوند 007!
أنت ممثّلة مختصّة بأفلام الأكشن، ويمكنك وبكلّ سهولة حسبما يقول المختصّون في هوليوود، أن تحلّي مكان دانيال كريغ، مثلا، المعروف بالعميل 007 أي جايمس بوند لتكوني بذلك أوّل نسخة أنثويّة لمسلسلات جايمس بوند الشهيرة؟ ما رأيك بذلك؟
دانيال يقوم بعمله بشكل ممتاز! ولكن في حال أراد منتجو أفلام بوند أن يصوّروا فيلم لامرأة عميلة 007 فسأكون سعيدة بإتمام هذه التجربة! المشكلة أنّه أوّل ما يُعطى دور جاسوسة لممثلة ما، ترى كاتبي السيناريو يندفعون لإلصاقها بقصّة خياليّة بينما الممثّلون الرجال يلعبون أدوارًا أكثر واقعية، تُعرض بالتالي بطريقة أكثر من معقولة.
العنف غالبًا ما هو حاضر في أفلامك. هل يلفتك الوجه الآخر المظلم للإنسان؟
جميعنا لديه وجه مظلم وعنيف. في أعماق أنفسنا هناك غرائز حيوانات بدائية! فنحن يلفتنا رؤية الدم ونحبّ أن نجعله يسيل. فهذه الرغبة تكمن في جيناتنا! هذه حقيقة! أمّا أنا، فشخصيًّا لا تثيرني رؤية الدم، فبالنسبة لي الدم هو الحياة وليس الموت.
أمّي كانت تفضّل أن أمارس الحب على فراش جيّد بدل من ممارسته على أعشاب الحديقة العامة وأنا في الـ 14 من العمر!
لنعود ونسألك عن الأطفال، من برأيك تربيته أصعب الصبيان أم البنات؟
سأعطيك هذا الجواب بالتحديد وبموضوعية متى أصبحوا مراهقين. ولكنني أعتقد أنني سأواجه صعوبة احترامي من قبل بناتي. فأنا أخاف من الآن النهار الذي سيأتين فيه برفيقهنّ إلى المنزل. لأنّني سأكون في المكان الغير مناسب لأعظهنّ! فلقد كان عمري 14 عامًا حين أتى رفيقي آنذاك ليعيش معنا! فأمّي كانت منفتحة جدًّا؛ كان في اعتقادها أنّه من الأفضل ممارسة الحبّ على فراش جيّد بدل من ممارسته على أعشاب الحديقة العامة! وقد عشت معه كثنائي آنذاك لمدّة سنتين ومن بعدها تركته لأركّز على صفوفي في التمثيل المسرحي. لذا حين أعود إلى الماضي، أرى أنّ عمر الـ14 عمر باكر جدًّا على المساكنة.
هل وجدت الـ “Mr. Right”في براد بيت؟
بل وأكثر ممّا تمنّيت! فبراد والد وطفل في آنٍ واحدٍ. عندما يرافقني إلى أفريقيا، يجب عليك رؤيته وهو يمرح مع الأولاد. يمكنه أن يلعب بالطابة وبألعاب الصغار لساعات وساعات! الأولاد يعشقونه. هو على صلة عظيمة معهم . وأنا لا أتعب من مشاهدته يخلق الإبتسامة على وجه الأطفال!
براد بيت لأنجي: أنت أسوأ طبّاخة في العالم!
هل أنت من تطبخين في المنزل؟
طبعًا لا! حتى أنّ براد يقول أنني أسوأ طبّاخة في العالم! فزوجي الأوّل كان دائم الإعتقاد أنّني كنت أكذب عليه بكوني فاشلة في الطبخ حتى أهرب من أعمال السخرة في الفرن والمطبخ إلى أن قرّرت أن أطبخ له، حينها أدرك على الفور أنّني لم أكن أخدعه. (وتضحك)
من منكما ماهر أكثر في التنظيم مع الأولاد؟
بالتأكيد براد منفتح أكثر منّي معهم. فهو لا ينفعل أو يذعر أبدًا. مهما يحدث يبقى هادئًا في أغلب الأحيان لأنّه شخص منهجي، بينما أنا مندفعة. أقوم كلّ شيء في آخر دقيقة!
أين وكيف تتخايلين نفسك بعد عشرة أعوام؟
في مزرعة في كمبوديا بشعر قصير جدًّا وتاتوهات أخرى وكثيرة على جسدي! وطبعًا، لا بل حتمًا، بعيدة كلّ البعد عن هوليوود!