1959617_812530462103657_127794420774961551_n

الست فيروز أرسلت مبارحة وآخر دقيقة طبعًا إكليل عالكنيسة اللي ودّعنا فيها الأسطورة صباح مكتوب عليه كم كلمة “مسك واجب” (وبقطع إيدي إذا مش بنتها اللي كاتبتن وباعتتو).. المهمّ شكلا استدركت الموضوع من بعد حالات الإستهجان والملامة اللي تعرّضتلن المرا بالخفي، على عدم فعل أيّ ردّة فعل تجاه موت الشحرورة رفيقة دربها، على الأقّل من الناحية الزمنية! وهيدي مش أوّل مرّة بتتصرّف فيها فيروز بهيك كبرياء بحقّ العمالقة زملائها! لأن كمان قبل بسنة وشهر عملت نفس الشي بالمرحوم العملاق وديع الصافي! هل علينا يا ستّ فيروز إنّنا نوطّي ونبوس الأرض على “تواضعك” الكبير هيدا إنّك حنّيتي على الشحرورة آخر لحظة هي وبتابوتها وتذكّرتيها بإرسالك إلها هالـ”جيست” اللذيذ؟!! هل هالقد كان من الصعب عليكي إنّك تنزلي عن عرشك للحظات وتدخلي بيت ربّك وتترحّمي على اللّي عشتي معن معظم مراحل حياتك؟! أنا بفهم كتير منيح إنّو حتى من قبل ما إخلق وحضرتك بانية لنفسك هالهالة الإصطناعيّة الوهميّة اللي عايشة فيها لأسباب خاصّة فيكي، لا بل حتّى تسويقيّة وهيدا الشي مش غلط! بس حتّى، وبالأحزان، ومش على مين مكان، بقيتي مصرّة تضلّك لاعبة هالدّور الدراماتيكي- التراجيدي نفسه؟! هل من الممكن نفهم إنّو صباح ووديع الصافي مش من قيمتك مثلًا يا سّت فيروز لحتّى تحزني علين بالعلن ونحنا وقتا نحكي عن أرزات لبنان إنتي بتجي تالتن؟ ما أصلًا هنّي كلّن على بعض مناسبتين حزينتني كان مفروض تحزنيلك شي شوي فين، إلّا إذا كنتي بتفضلي بطبيعة الحال تعملي كرايزك على الأوركسيترا إذا شي مرّة بالغلط لعبوا شي نوتتة مش على ذوقك خلال تحضيراتك لأحد “كونسيراتك” بدل العزاء على محبّينك! مع العلم إنّو الكرة الأرضيّة كلّها بتعرف إنّو 3/4 أرشيفك جُيّر لإلك من بعد ما كان مفروض يكون خاص بـصباح بس لو قبلت بوقتا تبادل الحبّ اللي كان من طرف واحد من قبل العملاق المبدع عاصي الرحباني! وسؤل زغتور بعد عبالي إسأله، بالقليلة لنفسي، هل كان يا ترى التقصير الدائم بشوفة فيروز لـصباح مثلًا إنّو المرحومة صباح كانت تذكرّها بماضيها، مع العلم إنّو كان أكتر من مشرّف، ألا وهي الإيّام اللي كانت فيها فيروز كورال عند الشحرورة؟ أو لمّا كانت بنّوت زغتورة من فانز صباح لمّا كانت الأخيرة ببداياتها النّاجحة؟ مع إنّو الكلّ بيعرف قدّي الوسط الفنّي مبنيّ على الحسد والغيرة وقطع الأرزاق إلّا إنّو الصبوحة بحياتها ما اعتبرتها منافسة إلها بل إنّها تركتها تشقّ طريقها بسلام وتحلق لبعيد بالوقت اللي كانت ملتهية بفتوحاتها العربية والعالمية مع إنّو كان فيها بوقتها تسكّرلها ألف باب وباب بوجّها وبإشارة وحدة من أصبعها الزغير بس سبحان الله على النعم اللي كان مباركها فيهن وأوّلن الثقة بالنفس والسلام الداخلي! بعدين يا ستّ فيروز، مش لازم ببروتوكول الحياة والأخلاق، الزغير يسأل ويدير باله على الكبير؟ صباح ووديع الصافي من جيل بعض بالعمر، في فرق كم سنة بس بيناتن، بينما بينك وبينن في شويّة فرق، يعني حضرتك قادرة بكلّ ما بتتمتّعي فيه “ألف اسمالله ويخزي العين” من صحّة إنّك تروحي وتيجي لأيّ مناسبة بتريديها! بالوقت اللي صباح قبل بسنة، هي ومقعدة، كان قلبها موجوع وعم يتخزّق كيف ما كانت قادرة تحضر عزاء الأرزة زميلتكن وديع الصافي!على كلٍّ الدنيي نفسيّات! أنا بعرف كتير منيح إنّو كلماتي هول بدّن يقوموا الدني وما يقعدوها، ورح تتطلعلي بنتها تعملّي نفس الأجواء اللي عملتها من فترة لـزافين، بس المشكل إنّي منّي زافين ولا حتّى حدا تاني! رح تيجوا تقولولي مين أنا لإحكي عن فيروز؟ رح ردّ عليكن سلفًا ومن هلّأ وقلكن إنّي إنسان متلي متل كلّ البشر عم يطرح أسئلة لنفسه وللرأي العام من وقائع تاريخيّة وثوابت ومجريات حقيقية، كما إنّي ما بألّه بشر لأن إلهي هو واحد، ونحنا كلنا “ولاد تسعة” وراجعين كلنا سوا عالقبر تراب متل بعض، وما حدا آخد معه شي لأن بالنهاية الشهرة كلّها مجد باطل! وبالنتيجة مع إحترامي المطلق للسيّدة فيروز، أنا منّي عم بحكي لا عن ربنا ولا عن مريم العدرا ولا عن قدّيس ولّا قدّيسة، أنا عم بحكي عن مجرّد إنسانة مع إحترامي الأكتر من مطلق لشخصها وفنّها! عم بعطي رأيي بحريّة مطلقة وديموقراطيّة بلا تجريح لأيّ حدا! مش إنتوا بتعتبروا لبنان بلد القيم والواجبات، فما بالكن وقتا رمز من رموزكن ضارب القيم هيدي بالحيط؟ هلّأ يلّي بدّو يفسّرا على ذوقه كمان مش غلط لأن وقت الجدّ أنا ما رح كون عم بقرا شي، اللي عندي بالمكتب رح يكتفوا بالبلوك – ديليت لمطلق أيّ كلمة برّات الطريق! لأن متل ما الست فيروز ما غيّرت عاداتها وتقاليدها تجاه محبّينا، أنا كمان بعد ما إجا الوقت اللي رح غيّر فيه عادتي بإنّي قول الكلام اللي عندي وإمشي!